يقول أمير تيبون: "وصلتني كلمات جيك سوليفان في مقال رأي نُشر على موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي نهاية الأسبوع، لكن أول ما خطر ببالي كان: "قليل ومتأخر". سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في إدارة بايدن، خاطب الجمهور الإسرائيلي مؤكدًا أن الحرب في غزة استنزفت أغراضها الاستراتيجية، وتسببت في أضرار أكبر من الفوائد. ودعا القادة الإسرائيليين إلى تسريع التفاوض مقابل الإفراج عن جميع الرهائن لدى حماس".
وتابع: "أؤيد مقاله، لكن ما قاله كان صحيحًا منذ أواخر عام 2024، حين كان لا يزال داخل البيت الأبيض. أخفقت إدارة بايدن في قول ما يكتبه سوليفان اليوم بهذا الوضوح".
وأوضح في مقال نشرته صحيفة هآرتس أن الحرب في غزة تحولت إلى حرب استنزاف مكلفة، بعكس العمليات العسكرية القصيرة التي خاضتها إسرائيل ضد حزب الله وإيران. كان سوليفان وأعضاء آخرون في فريق بايدن على دراية بذلك، لكنهم واصلوا دعم نتنياهو وحكومته المتطرفة رغم إقرار بايدن نفسه بأن نتنياهو يُطيل أمد الحرب لأغراض سياسية.
تجنّبت الإدارة استخدام نفوذها بالكامل، ما سمح باستمرار الحرب حتى آخر يوم من ولاية بايدن. وبعدها، قبل نتنياهو بوقف إطلاق نار مؤقت خوفًا من استعداء الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، فدخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير.
لا تزال الأخبار الجيدة متمثلة في أن سوليفان، بعد سبعة أشهر من مغادرة منصبه، يردد ما تقوله عائلات الرهائن منذ قرابة عام: يجب إنهاء الحرب لإنقاذ الرهائن والمجتمع الإسرائيلي. لكن الخبر السيئ أن المسؤولين الجدد في إدارة ترامب يقعون في نفس الفخاخ التي وضعها نتنياهو لبايدن.
ظهر هذا بوضوح خلال زيارة ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص، إلى إسرائيل وغزة الأسبوع الماضي. كان عليه أن يصل بموقف حازم يطالب نتنياهو بطرح صفقة واقعية تشمل الإفراج عن كل الرهائن مقابل إنهاء الحرب.
بدلًا من ذلك، قضى ويتكوف وقته في محاولة فرض شروط نتنياهو على حماس، وهي وقف مؤقت مقابل الإفراج عن بعض الرهائن فقط، بالتوازي مع محاولات لمعالجة الأزمة الإنسانية التي نتجت عن قرار نتنياهو في مارس بوقف دخول المساعدات إلى غزة.
هذه المجهودات المزدوجة تُهدر وقتًا لا يملكه الرهائن، الذين يُحتجزون في ظروف قاسية داخل الأنفاق.
كرّر ويتكوف أخطاء سوليفان ووزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن ومستشار شؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، حين وثقوا بأن نتنياهو سيتفاوض بنية صادقة، واهتموا بإنقاذ الرهائن.
لكن نتنياهو يركّز على تثبيت سلطته وتحالفه مع اليمين المتطرف، الذي يرفض أي صفقة تتضمن الإفراج عن الرهائن. وبدلًا من إبلاغ ويتكوف بذلك صراحة، يغيّر نتنياهو شروط التفاوض باستمرار، مدركًا أن حماس سترفضها، ما يؤدي إلى إفشال المحادثات.
يراهن نتنياهو دائمًا على "فرصة أخيرة" من الأميركيين: لو دخلت القوات إلى رفح، ستخضع حماس؛ لو مُنعت المساعدات، ستتراجع مطالب الحركة؛ لو تولّت شركات أميركية توزيع الإغاثة، سيتغير الموقف؛ لو.. ولو... وترامب يستجيب. وفي هذه الأثناء، يقضي الرهائن يومهم الـ670 في الأسر.
يحذّر المقال من أن من يعمل على هذا الملف في إدارة ترامب، وعلى رأسهم ويتكوف، لا يجب أن يقرأوا مقال سوليفان كخطة عمل، بل كتحذير واضح.
إذا أرادوا تجنب الوقوع في نفس الخطأ الذي يُعبّر عنه سوليفان الآن، فعليهم استخدام كامل نفوذهم للضغط من أجل صفقة شاملة، ومنع نتنياهو من إفشال أي مفاوضات من أجل مكاسب سياسية.
https://www.haaretz.com/israel-news/haaretz-today/2025-08-03/ty-article/.highlight/trump-and-witkoff-will-never-end-the-gaza-war-if-they-keep-repeating-bidens-mistakes/00000198-6fd8-de53-a3f9-6fdb7b870000#!/backToSection